![]() |
![]() |
المكتبة السكيرجية التجانية--> مؤلفات الدكتور الحاج أحمد بن عبد الله سكيرج الأنصاري الخزرجي--> كتاب: تعميق النظرة في مواطن الآخرة --> 112 |
||||||
Copyright © Cheikh-skiredj.com tous droits réservés |
|||||||
|
قال الإمام المحاسبي " فيقول لك يا عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم، فقد غفرت لك كبير جرمك و كثير سيئاتك، و تقبلت منك يسير إحسانك، فيستطير بالسرور و الفرح قلبك، ويشرق لذلك وجهك، فتوهم نفسك حين قالها لك، فابتدأ إشراق السرور و نوره في وجهك بعد كآبته و تكسفه من الحياء من السؤال و الحصر من ذكر مساوئ فعلك، فاستبدلت بالكآبة و الحزن سرورا في قلبك، فأسفر وجهك و ابيض لونك، فتوهم رضاه عنك حين سمعته منه، فثار في قلبك فامتلأ سرورا و كدت أن تموت فرحا و تطير سرورا، و يحق لك، فأي سرور أعظم من السرور و الفرح برضا الله عز و جل، فو الله تعالى لو أنك مت فرحا في الدنيا حين توهم رضاه في الآخرة لكنت بذلك حريا، و إن كنت لم تستيقن برضاه في الآخرة، و لكن آملا لذلك، فكيف بك مستيقنا له في الآخرة، و لو توهمت نفسك و قد بدا لك منه الرحمة و المغفرة كنت حقيقا أن تطير روحك من بدنك فرحا، فكيف أن لو قد سمعت من الله عز و جل الرضا عنك و المغفرة لك، فأمن خوفك و سكن حذرك، و تحقق أملك و رجاؤك بخلود الأبد، و أيقنت بفوزك و نعيمك أبدا لا يفنى، و لا يبيد بغير تنقيص و لا تكذيب، فتوهم نفسك بين يدي الله عز و جل، و قد بدا لك منه الرضا، و طار قلبك فرحا، وابيض وجهك و أشرق و أنار و أحال عن خلقته، فصار كأنه القمر ليل البدر، ثم خرجت على الخلائق بوجه محبور قد حل به أكمل الجمال و الحسن، فيسطع نورا مشرقا بتلألئه، تتخطاهم بالجمال والحسن والنور والضياء، كتابك بيمينك، أخذ بضبعيك ملك ينادي على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، لقد شهرك ربك عز و جل بالرضا عنك عند خلقه، و لقد حقق حسن ظن الظانين و أبطل تهم المتهمين لك، عوضك المنزلة الكبرى على رؤوس الخلائق فشهرك برضاه عنك و موالاته إياك، فتوهم نفسك و أنت تتخطى الخلائق، و كتابك في يمينك بجمال وجهك و نوره، و فرح قلبك و سروره".
|
||||||
![]()
| الواجهة الرئيسية للموقع
| version française du site
| المكتبة السكيرجية التجانية
| اقتناء الكتب
| Contact للاتصال
| 9 Languages
|